Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
12 février 2010 5 12 /02 /février /2010 20:53
.
كان عندي الكثير من النقاشات مع الناس مؤخراً ,حول مفهوم المبادئ الأخلاقية. أغلب هذه النقاشات تضمنت
إيضاحات حول المبادئ الأخلاقية , و إمكانية وجودها مستقلة عن الألهة.
فخطر لي في هذا الموضوع أنه من الضروري أن أوضح و أتعمق أكثر في التفاصيل و أحس بالتزامي الشديد
في العمل على ذلك...لذلك اسمحوا لي أن أبين لماذا الأخلاق ليست مرتبطة فقط بوجود الألهة من وجهة نظر
فلسفية, لكنني سأعرض أيضاً بعض التفسيرات من وجهة نظرعلمية.
الحجة الأكثر شيوعاً لدى المؤمنين هي "لماذا يجب أن أكون جيداً بدون الله ؟"."أيضاً ما الذي يعطيني الحق في حكم الآخرين و تقييم الجيد من السيء ....إذا لم يكن هناك نقطة موضوعية أو فيصل يبت بين السيء والجيد؟"
بالنسبة لهم يبدو هذا كموقف متصلب لا تغيير فيه تجاه النظام الاعتقادي لـــ (الإنسانيين)  و (الملحدين). لكنه
 خاطئ بشكل غير معقول ...أو دعنا نقول بمنتهى الخطأ في كونه مسلمة....دعوني أشرح لكم...
هناك غالباً جوابان على السؤال "لماذا يتبع شخص ما الله و يستمع له؟"
أحد الجوابين هو أن الشخص يريد أن يكافأ و يفوز بالجائزة بعد الموت.و على نفس المنوال من أجل تفادي
العقاب الذي بعد الموت.و هذا يبدو لي مجرد دخان و تبخير لدوافع باطنية أو خلفية غير ظاهرة و لا يصلح
كقاعدة جيدة لنظام مبادئ أخلاقية. و من الواضح أنه ليس جيداً أو مناسباً كطريقة لعيش الحياة, لذا أشعر أنني لست بحاجة لمناقشة هذا الافتراض أكثر أو التفكير فيه.
الجواب أو السبب الثاني الذي يعطيه المؤمن كجواب حول السؤال "لماذا يمنح الله المبادئ الأخلاقية؟" يجيب
المؤمن عليه "لأن الله جيد".لكن هذا يبدو بالكاد يكون كافياً ليكون سبباً مطلقاً.في الحقيقة أنه يطرح أسئلة أكثر منها كأجوبة .
كيف للإنسان أن يقرر و يحسم أن "الله" جيد؟ و هذا الأمر مبتوت به بشكل فردي..أحد الأشخاص يأتي و يدافع عن النقطة "الكتاب المقدس أخبرنا بأن الله جيد"..لكن هذا لا يمكن اتباعه ...لأنه لا أحد يتبع الكتاب المقدس  بكل ما جاء فيه (يتوجب عليهم فعل ذلك) , هذا يعني بأن الفرد يقرر مثلاً أنه ليس من الأخلاقي أو الإنساني قتل من يمارسون الجنس بدون زواج أو بالمعنى الديني (الزناة)....سواءاً اعترفوا بالتسمية و أنهم زناة أم لم يعترفوا بذلك.لكن الكتاب المقدس سماهم كذكلك و أجبر الغير على تسميتهم كذلك.
من أجل أن تستطيع القول أن الله جيد, يجب عليك أن تقرر ما هو الجيد , في الحقيقة يجب في هذه الحالة على
الفرد أن يقرر بأن الله جيد ليبدأ من هنا ,فتلك المعاني و القيم تجعل الفرد في النهاية يقرر ما هو الجيد بالنسبة
له.إذاً الفرد يقرر هذه الأشياء في قرارة نفسه الخاصة,فما حاجته ليجعل الله شخصاً وسيطاً هنا ؟!
"إن الله جيد " جملة لا تعني شيئاً ..لأن "جيد" هي كلمة أو صفة شخصية.مثلاً أنت لا تستطيع قراءة كتاب
كالكتاب المقدس ثم تقول "يا له من كتاب "جيد" لأن "جيد" هي صفة شخصية...و لأن الأمر شخصي تبعاً
للشخص الذي يقرأه ,فهو جيد بالنسبة لمن يقرأه,دون الحاجة للأشياء المسيحية الموجودة ضمنه .و الأمر ينطبق على باقي الأديان طبعاً.
الناس جميعاً يحسمون قرارهم حول الأشياء الجيدة في المقياس الجماعي ,و الذي يبتدأ طبعاً بمقياس فردي. وبناءاً على ذلك المقياس الفردي يقرر و يحسم ما هو الجيد, سواء كان ذلك عن طريق المسيح, الله, بوذا...الخ.
معرفة ذلك تطرح السؤال "لماذا تلك العلاقة مع الدين ؟ و لماذا ننطلق من الله في البداية؟"
يعني أنك أنت من تقرر أن الله جيد .بما معناه أنه يمكنك اتخاذ القرار بأن الجيد ليس هو الله.
هذه الفكرة تخيف المؤمنين كثيراً , لأنهم يعتقدون أنه ,إذا لم يكن هناك إله ,لماذا يتوجب على كل واحد فينا أن
يكون جيداً؟ و ما الذي يمنع العالم من ارتكاب أفضع الجرائم ؟
حسناً سأقول لهم هنا :هدأوا من روعكم. نعم هناك تفسير لذلك,و التفسير يجب أن يتعامل و يتوافق مع التطور و علوم الاجتماع .....طيب أنت لا تؤمن بالتطور؟! دعني أطرح هذه المسألة عليك:
لقد لوحظ و أثبت أن البكتيريا تتطور عند انتقالها من بيئة إلى أخرى.إذاً إن كنت تؤمن بالتغيرات البسيطة و
التي تحدث في فترات زمنية قصيرة..ألن يؤدي ذلك إلى تغيرات كبيرة خلال فترة زمنية كبيرة؟و هذا الشيء
الذي يمكن أن أقول أنه جعلني أستمر بالوجود.
بينما أعتقد أنا بأنه ليس هناك مبادئ أخلاقية وجدت مستقلة عن البشر..هناك معايير رئيسية حولت الجنس
البشري خلال العملية التطورية.وسطياً يمكن للإنسان أن يتفق مع أن القتل سيء ,السرقة سيئة , الخيانة في
الربح (الفساد) سيئة. لكنه في نفس الوقت لا يتفق مع كون أشياء كالأفضلية و الاختيار الجنسي أو العلاقة و
البناء الأسريين, سواءاً إذا / أو كانت مواقفه المتأكد منها أو سلوكه سيكون وقحاً أو لا......الخ.
سوف تجد أنّ هذه القضايا جميعاً هي نتيجة لوظائف القسم الأعلى من الدماغ و الهوية الثقافية لدى الإنسان.
فالبشر هم فقط من عندهم خاصية التقييم لـ(المسلّمات) ..سواءاً كانت جيدة أم سيّئة.
فالآن و في وقتنا الحاضر ,الإله ليس واحداً عبر العالم ,فهناك الكثير من الآلهة المتعددة و الأديان و النظم
العقائدية,لكن الشيء المشترك في ما بينهم هو قوانين البلدان حول العالم. وهذا يمثل الجزء الأكبر للمبادئ
الأخلاقية الرئيسية , و البشر قاموا بتطويرها كنوع من التطور الاجتماعي. تماماً كالنمل أو الفيلة , تعلمنا
تجاهل السلوك الأناني لمصلحة المعيشة المشتركة , كا حتمال الحياة ضمن مجموعات اجتماعية.
السبب الوحيد الذي يجعل الناس يقدمون على القتل أو السرقة ,هو الدماغ الأعلى و الذي حصل فيه تطور
ما.
لكن يجب أن تدرك أيضاً بأنك لا تستطيع الهبوط بالتفكير , و تعتقد بأن اتفاق الأغلبية حول شيء أنه جيد,
يجعل منه جيداً. الذي يجعل تلك القيم العالمية حولنا جيدة ,ليس أن الأغلبية يعتقدون أنهم جيدون .
بل أنهم ياهموا بالاستمرار و البقاء و الحفاظ على نوعهم . و خارج ذلك نحن نتملك قدرة السببية أيضاً, و
باستعمال السببية بالإضافة إلى البصيرة,نستطيع أن نستنتج بديهيات من الحقائق و القيم الأخلاقية.
و من البديهيات الأخلاقية التي يمكن أن تلاحط للجنس أو النوع البشري هي إرادة العيش و الحاجة له,
الغير مرتبطة بالأنانية ....كعدد أكثر من مجرد بضعة أناس يقومون بالتضحية من أجل بعضهم أو بأنفسهم
من أجل أن يستحق غيرهم الحياة, إذا كان هذا هو ما ندعوه بالجيد ,لم يعد هناك سبب أو داعي لنسأل
لماذا هو جيد.نحن يمكننا فقط الملاحظة ببديهياتنا الأخلاقية و نتصرف وفقاً لها.
و من اجل سؤال كـــ"لماذا إذا وجب عليك أن تكون جيداً.. تذهب ضد الأخلاقيات البديهية التي لاحظتها؟"
هناك أسباب كثيرة هي فقط "جيدة" .لكي تكون جيداً سيساعدك أنت و الناس الذين حولك أن تسألوا عن
أسباب أكثر أنتم تحتاجونها فقط من أجل النظر إلى التطور الاجتماعي الحضاري.
و بشكل مستقل عن كل ما سبق ..أنا أستطيع أن أخبركم لماذا "الله" ليس جيداً ,و نحن بحاجة لإلقاء نظرة
عن قرب على موضوع الشذوذ الجنسي للتأكيد على ذلك.
الملايين من المسيحيين و أتباع المسيح يعتبرون الشذوذ الجنسي ذنب و إثم و فضاعة, و الحقيقة أنّ هذا
الأمر لا يزيد عن كونه شذوذ.يحدث بشكل طبيعي في الطبيعية بقدر احتمال وجود إعاقة ولادية طبيعياً,
و الشذوذ هو نوع من الإعاقة الطبيعية. لكن هل يجب علينا أن ننظر للشاذ بدونية لذنب لم يرتكبه و ليس
له فيه؟
البعض يجادلون حول نقطة أن الشذوذ يمكن أن يفق في وجه استمرارنا كنوع ,و لذلك من وجهة نظر
تطورية يعتبر ذلك سيئاً.لكن هذه مجرد تهمة لهؤلاء المرضى ,لأنهم يمكن أن يبقوا منتجين للجنس
البشري عن طريق (التكاثر) ..هم فقط لا يستمتعون بالجنس التقليدي.
و الشواذ جنسياً لا زال يإمكانهم التبني و الإخصاب الجنسي ..و المغزى أن الشاذين جنسياً ليسوا عديمي
أخلاق , و لا يجب أن يكونوا مدانين من الناس الآخرين.
يعتقد الكاثوليك أن البابا يملك اتصالاً مع ما يسمى الله , لكن قول البابا مثلاً أن الواقيات الجنسية تجعل
من مرض الأيدز أسوأ ,تكون إيدولوجيته هنا عائدةً لمعتقداته الشخصية ضد ما هو معروف علمياً حول
أن الواقيات الجنسية هي واقي مضمون ضد و حاجز منيع يمنع انتشار فايروس الــ  S T D .
نتيجة إلى ذلك يمكننا أن نرى لماذا الجيد يكون جيداً ...و لماذا ما يسمى الله ليس بالضرورة أن يكون
جيداً.
نحن البشر صنعنا الله بفهمنا الخاص و جعلنا منه جيداً ..و سخرناه كما نسخر معرفتنا من أجل كيفية
معيشة حياتنا. و إن برهان هذه الحقيقة , هو ان أولئك الذين لم يسمعوا عن الكتاب المقدس أو التوراة
و لم يسمعوا عن السيد المسيح ,كانوا يفعلون خيراً في هذا العالم ..و لنأخذ أفلاطون أو بوذا على سبيل
المثال (رغم عدم إيماني بأن بوذا يمتلك قوى خارقة) ....كيف يمكن لأناس لم يعرفوا الله أو المسيح أن
يكونوا خيرين و أخلاقيين ؟؟ إذاً ما هو مغزى الله ؟؟ و لماذا نفترض أن من لا يؤمن به لا يكون أخلاقياً؟
حتى لو لم نكن نؤمن بالله فنحن لا زلنا أخلاقيين.


تمت الترجمة بتصرف ....عن مقالة لــ ترينت غريغون .....Trent Greguhn
.
Partager cet article
Repost0

commentaires

Sites partenaires

Rechercher

Whos Amung Us

مقالات مختارة للكاتب من موقع الحوار المتمدن

مدونة #مالك_بارودي

Texte Libre

Translate this with Google